في يوم من الأيام و في سهرة قلبية ,,
اجتمع النقيضين و تقابلا معا ,,
هما :
الوفاء
و الخيانه ,,
بالطبع لم يعرفا بعضهما و لم يتجاذبا الكلام ,,
و لكن الغريب انهما تنافرا بدون سبب وجيه لهذا التنافر ,,
كل واحد منهم مستغرب من الأخر و مستنكر وجوده ,,
هكذا
و بدون أي سبب ,,
و الأغرب من كل هذا ,,
كان الوفاء يجول و يصول بين ضيوف هذا الحفل ,,
يضحك و يوزع الإبتسامات يمينا و شمالا ,,
كان فرحا
صافيا
نقيا لأبعد الحدود ,,
يقبل كل من يراه ,,
و يمد يده ليلامس من حوله بمصافحة روحانية ,,
و هناك
هناك في البعيد ,,
بمكان مظلم
ضوؤه خافت جدا ,,
من الصعب رؤية الأشياء الموجودة في هذا الركن الفظيع ,,
كان يجلس شيئا يشبه الأشباح المخيفة ,,
شيء لونه أسود كعتمة المكان ,,
شيء يسمى بالخيانه ,,
لو لمحته لرأيته يراقب جميع المدعوين ,,
يراقبهم و هو ينتفض كالبركان الغاضب ,,
يريد ان يتحرك
و لكنه ينتظر اللحظة المناسبة ,,
المهم في الأمر
انها كانت حفله جميله
دعانا إليها القلب ,,
انتهت السهرة و تحضر المدعوون للذهاب
كل واحد في طريقه المقسوم ,,
اندهش القلب من التنافر الواضح بين مدعوينه الاثنين
الوفاء ,,
و الخيانه ,,
فكر بأن يجمع بينهم بتعارف بسيط على الأقل فقال :
اعرفك ايتها الخيانه على الوفاء ,,
مد الوفاء يده ليصافح الخيانه بكل وجه بشوش و بطيبته المعهوده ,,
و لكن الخيانه رفضت المبادرة و رفضت المصافحه ,,
بل تجراة بأكثر من ذلك حيث قالت :
لا أريد المصافحة و إنما أريد أن اخيرك أيها القلب ,,
بيني و بين الوفاء فاختر واحد منا ,,
و واحد فقط ,,
فأنا لن أجتمع مع الوفاء بمكان واحد ,,
اندهش القلب من هذا الخيار فماذا يختار ,,
فكر مليا و قال في سره :
لو اخترت الوفاء لكان الطريق صعب جدا ,,
و لكن بالنهاية سيكون جميلا ,,
سيحمل لحياتي الربيع بكل زهوره مدى الحياة ,,
و لو اخترت الخيانه لكان الطريق من اسهل ما يكون ,,
و لكن ,,
و لكن نهايتي ستكون ليلا قاتم
ظلام رهيب و موحش ,,
جلس يفكر بمن يسعفه بهذا الإختيار ,,
لأنهم من المدعويين المقربين ,,
و لا بد ان يختار احدهم في سهراته القادمه ,,
و في هذا الأثناء و عن طريق الصدفه شاهد اخر الضيوف و هو متحضرا للرحيل ,,
ضيفا لا بد له من ان يكون موجودا بكل سهرات القلب ,,
حتى يبقى القلب منتعشا ,,
هل عرفتم من هو هذا الضيف العزيز ,,
إنه العقل ,,
سأله القلب :
انقذني
أريدك أن تساعدني و تنصحني ,,
نظر العقل للقلب نظرة غريبه فيها شيئا من الإبتسام و قال له ,,
يا صاحبي لما الحيرة ,,
و لما السؤال ,,
انظر أنت لنفسك و ستجد الجواب ,,
انظر لمبادئك في الحياة ,,
انظر لتعاملك مع الأخرين و ستعرف الجواب ,,
و انهى العقل كلامه و خرج ,,
و انت يا قلوب البشر أيهما ستختارين
الوفاء او الخيانه ,,
" بعض من قلمي و همساتي "
غار الرند
و دمتم بكل ود ,,